جـرائم أكسفـورد .. لغـز عبقري أم بناء هش لقصة بارزة ؟
فيلم “The Oxford Murders” جريـمة .. غمـوض و إثارة من إنتاج بريطاني إسبـاني ، و إخراج “أليكس دي لاجلسي” سنة 2008 بطولة “إليجا وود” ، “جون هيرت” و “ليونور واتلينغ” .. مقتبس عن رواية كتبها الريـاضيـاتي و الكـاتب الأرجنتيـني “غويـلرمو مارتينيز” تحمل نفس العنوان “جـرائم أكسفـورد” .. إذا كنت من عشـاق أفـلام الغمـوض عامة و النهـايات الغير متوقعة أو شخصا ملما بالرياضيات خـاصة قد يثيـرك هذا الفيلم بإعلانه أو بالبوستر الخـاص به أو على الأقل سيكون مثيـرا أيضا حضور بعض الشخصيات ك “جون هيرت”.
ولكنته الإنجليـزية الجذابة .. في قصته هناك إشـارات واضحة إلى نوعية لروايات “أغـاتا كريستي” أو أحد أعمـال “هيـتشكوك” .. طبعا ليس بذلك المستوى الفني حتى يمكن إعتباره فيلم كلاسيكي خادع ربما لم يشرع مخرجه “أليكس دي لاجلسي” بشكل جدي في دخـول و إستكشاف رغبـات ذلك العقل الإجرامي و ربطه بالمنطق و طبيـعة الحقيقة مضيفا لقصته إثارة مضـاعفة و علاقة منطقية يجيد بطلها القتل بإستخدام المعـادلات و الأرقـام .. الأمر ممتـع في البداية لكن عندما نقف على تفسيـر أو إستنتاج لكشف ذلك الغموض نجد هنـاك خطأ ما يشعرنا كأن بعض شخصياته موجودة فقط لتزويدنا بقـائمة من المشتبه بهم المحتملين ، بـاردة نوعا ما .. مثل لغزه الرياضي.
🔸 تدور الأحداث في عام 1993 عن “مـارتن” و هو طالب دراسات عليا في الرياضيات يلتحق بجامعة “أكسفورد” على أمل لقاء الأستاذ و العـالم “آرثر سيـلدوم” للإشراف على أطروحته .. تمكن الشاب من العثور على السكن في منزل السيدة “إيجليتون” هي صديـقة قديمة للأستاذ “سيلدوم” .. و فجأة يتصـادف “مـارتن” بالأستـاذ “سيلدوم” أمام المنزل ليجدون أنفسهم أمـام جثة السيدة “إيجليتون” .. فرغم إستجوابهم من الشرطة ، إلا أنهم يقررون إجراء تحقيقـاتهم الخاصة بجـامعة أكسفورد.
في محـاولة إيقافهم سلسلة محتملة من عمليات القتل التي تبدو أنها مرتبطة برموز و معـادلات رياضية .
▪️يحاول الفيلم في خضم قصته طرح قضـايا مثيرة للإهتمام كلما ناقشت شخصياته بعض المفـاهيم الرياضية و الفيزيائية و الفلسفية مثل السلسلة المنطقية و مفـارقة “فيتجنشتاين” التـالية للقواعد ثم مبدأ “هايزنبرغ” لعدم اليقيـن و نظرية عدم الإكتمال “كورت غودل” أشكال “الدوائر” و “Vesica Piscis” .. الجريمة المثـالية ، مبـرهنة “فيـرما الأخيرة” .. حدسية “تانيـاما” أو “مبرهنة النمـطية” .. مراجع عن “تـأثير الفراشة” و الفيـتاغوريون.
أغلب هذه المواضيع واقعيـا ليست موضوعا راسخـا في المنطق الريـاضي أو الريـاضيـات .. على عكس ما ذكره “سيـلدوم” في محـاضرته في بداية الفيـلم فإن حجة “فيتجنشتاين” في الواقع لا تقبل بإستخدام المعـادلات و ليس معبرا عنها باللغة الرسمية للمنطق الريـاضي أو ربما هي حجة فلسـفية يتم التعبيـر عنها بلغة عـادية حتى و إن كانت خصـوصية.