النـافـورة .. رحلة البحث عن الخلود في ثنايا السديـم ، أسطـورة أرنوفسكي التي لم تكتمل
▪️النـافـورة .. رحلة البحث عن الخلود في ثنايا السديـم ، أسطـورة أرنوفسكي التي لم تكتمل .
▪️كل هذه السنـوات ، كل تلك الذكريـات هناك ، كان أنتِ .. أنتِ من جعلني أنجو عبر الزمن .
▪️الرائـعة السينمائية “The Fountain” هو فيلم دراما ، رومانسي خيال تـأملي و غموض ، من كتابة و إخراج “دارين أرنوفسـكي” سنة 2006 و بطـولة “هيو جاكمان” ، “ريتشل وايز” ، “إلين بورستين” .. في البداية تخلي النجـمين “براد بيت” و” كيت بلانشـيت” عن الفيلم من أجل فيلم “Babel”
ومن ثم تخلي المنتجين عنه ليخرج بأقل من نصف الميزانية المقررة أصلا فإنتهى الأمر بتقليص المدة الزمنية كما أثر أيضا على أفكار المخرج المستلهمة رفقة الكاتب “آري هاندل” من تشخيص أبويه بمرض السرطان فأخذ يفكر بعمق في موضوع الفناء البشري و الخلود و شجرة الحياة من سفر التكوين و فلسفة كابالا ..
الفيلم هو من الأعمال الروحية التي تترك بصمة خاصة و تجعل عقل مشاهده في حالة يقظة و بحاجة للتـأمل .. و من يبحث عن إجابات و تفسيرات لكل ما سيراه في أول مشـاهدة حتما سيفقد جزءا كبيرا جدا من تذوق المعـاني و المشاعر الموجودة في خضم هذه الحكـاية
المتشابكة .
🔸 يسرد الفيلم قصته على مدى أكثر من ألـف سنة في ثلاث أزمنة و أمكنة مختلفة .. الماضي في القرن السادس عشر ، و الحـاضر .. و المستقبل في القرن السادس و العشرون ، هي حول ثلاث شخصيات هدفها الوحيـد البحث عن الأبـدية و الخلود لإنقاد من يحبـون .. في الماضي يذهب المحارب الإسباني “توماس” باحثا عن شجـرة الحياة الأسطـورية ، و التي ستجعل ملكته “إيزابيلا” آمنة من المـوت بعدما تعده بأنها ستكون له حواء .
🔸 بعدها بـ 500 عام في زمننا الحـاضر نجد الدكتور “تـومي” عالم الأعصـاب الذي يحاول البحث عن عـلاج لزوجته “إيـزابيل” المريضة بالسرطان في مرحلته الأخيرة بينما يجري أبحاثا عن شجرة وجدت في أمريكا الوسطى تُظهر نتائج مذهلة في تجديد خلايا الجسم بعد أن أخبرته عن السديم الذي تدعوه قبائل المايا “شيبالبا” .
🔸 في القرن السادس و العشىرون و هي القصة الأكثر غموضا ، عن رجل يدعى “تـوم” الذي يسافر رفقة شجرة هائلة داخل فقاعة تطفو عبر الفضـاء في طريقها إلى “شيبالبا” .. ذلك السديم الأسطـوري عند قبائل المايا قديما .. فيرى أن الشجرة العجوز في طريقها للموت في حين يقاتل من أجلها و يطالبها بالتماسك مؤمنا أنها تستعيد نضارتها مجددا.
▪️بذرة الحب فوق قبر أحدهم قد تكون الطريـق ليخرج من الأرض تنمو كشجرة حيـاة فإذا أكل الطير منها أصبحت روحه تسابق الرياح و تنتشر من حولك .. هي فكرة تقبل الإنسان للموت و نظرته للأبدية و ذلك عن مدى تقبل الحال و الرضى بالواقع.
و هشاشة وجـودنا في هذا العالم .. الفيلم يحمل معـاني التضحية بلا حدود لأجل من نحب و أن نمنح لبعضنا نبضـات إضافية للحياة .. “أرنـوفسكي” الذي كتب و أخرج أفلاما معقدة شهيـرة من قبل ، هذه المعلومة ستكون كافية لمن لم يشاهدوا العمل بعد لأن ما سيرونه ليس فيلما عـاديا أو حتى المراهـنة على كشف أسـراره.
و إن كنت أحببت ما قدمه “أرنوفسكي” من قبل .. موسيقى “كلينت مانسل” الساحرة و كأنها قادمة من عالم آخر .. المجنون الذي رافقت موسيقاه سينما “أرنـوفسكي” من فيلمه الأول “PI” سنة 1998 .. موسيقى بمشـاعر مختلطة بين السكينة و سمو الروح و بين الحسـرة و الألم ، أو كأنها قادمة من المستقبل بعد 500 عام حيث “تـوم” مسافر بفقاعته .. أو ربما كانت موجـودة منذ مئات السنين في عصر المحاكم في إسبانيا .. حين لجأت فيه الملكة لأخلص جنودها للبحث عن ينبوع الشباب و يقدم لها الخلـود كهدية زواج .. أو لعلها جاءت في زمننا هذا ، من زوج يحترق قلبه ألما على زوجته المريضة التي تموت أمامه ببطء .. موسيقى “كلينت مانسل” خلقت لسينما “أرنوفسكي” ، من أصل ثلاث حكايات يتصارع أبطالها مع الموت .